أنشطة المجلسمستجدات

زيارة عمل إلى إقليم خنيفرة وتوقيع اتفاقية شراكة بين مجلسي تطوان وخنيفرة

في إطار سياسة الانفتاح والتعاون بين الجماعات الترابية، وتفعيلاً لمبدأ الشراكة وتبادل الخبرات، قام وفد عن المجلس الإقليمي لتطوان برئاسة السيد إبراهيم بنصبيح ، بزيارة عمل إلى إقليم خنيفرة، وذلك خلال الفترة الممتدة من 22 إلى 25 ماي 2025، حيث جرت فعاليات هذه الزيارة في أجواء أخوية ومتميزة، طبعها التقدير المتبادل والرغبة المشتركة في العمل المشترك.

قبل انطلاق الجلسة الافتتاحية الرسمية، استقبل عامل إقليم خنيفرة، السيد محمد عادل اهوران الوفد بمقر العمالة، في لقاء وُصف بالودي، عبّر فيه السيد العامل عن ترحيبه الكبير بهذه المبادرة، وعن دعمه الكامل لكل خطوة من شأنها أن تعزز التعاون بين الجماعات الترابية لما فيه خدمة المواطنين.

الجلسة الرسمية التي احتضنها مقر المجلس الإقليمي لخنيفرة، انطلقت بكلمة ترحيبية لرئيس المجلس الإقليمي لخنيفرة، السيد حميد البابور عبّر فيها عن سعادته البالغة باستقبال إخوانه من مجلس تطوان، مؤكدًا أن:

حلول وفد تطوان بيننا اليوم ليس فقط مناسبة بروتوكولية، بل هو تجسيد لإرادة جماعية صادقة في مد جسور التعاون، وتعزيز آليات الشراكة المثمرة بين مؤسستينا، خدمة لتنمية مجالية عادلة ومستدامة.

وفي كلمة مؤثرة، عبّر رئيس المجلس الإقليمي لتطوان، السيد إبراهيم بنصبيح عن اعتزازه الكبير بهذه المبادرة، وعمق العلاقات الإنسانية والتاريخية التي تجمع بين الإقليمين.

كما تم عرض معطيات مفصلة عن مؤهلات إقليم خنيفرة، وتقديم فيلم وثائقي يجسد غنى وتنوع هذا المجال الجغرافي المتميز. وعرفت الجلسة لحظة قوية تمثلت في توقيع اتفاقية إطار للتعاون والشراكة بين المجلسين، بهدف تعزيز التنمية المجالية، وتبادل الخبرات، وفتح آفاق مشاريع تنموية مشتركة مستقبلاً.

وقد تميزت الزيارة بتنظيم برنامج ميداني غني، شمل القيام بجولات تفقدية إلى المناطق الجبلية والسياحية البارزة بالإقليم، من ضمنها:

_منطقة أروكو الجبلية

_ بحيرة أكلمام أزكزا

_عيون أم الربيع

_بحيرة ويوان

_أجدير، هذه البلدة التاريخية التي تحظى برمزية خاصة في الذاكرة الوطنية، باعتبارها شهدت إعلان “ظهير أجدير” سنة 2001، الذي أرسى اللبنات الأولى للمصالحة مع المكون الأمازيغي، ولإدماجه في السياسات العمومية، مما جعلها رمزاً للهوية الوطنية المتعددة والرؤية الملكية السامية في ترسيخ التنوع الثقافي.

وكان لهذه الزيارات أثر كبير في الوقوف على نماذج حية لتجارب التهيئة السياحية بالمجال الجبلي، ومدى إمكانية نقلها أو الاستفادة منها في تجارب مماثلة بإقليم تطوان.

كما نُظم على هامش هذه الزيارات احتفال تقليدي ووجبة غداء في أجواء حميمية، عبّرت عن عمق الروابط الإنسانية التي تم نسجها خلال هذه الزيارة. وخصّ السيد عامل إقليم خنيفرة الوفد التطواني بحفاوة استقبال مميزة، من خلال تنظيم مأدبة عشاء رسمية على شرف الوفد، عكست روح الضيافة التي يتميز بها أبناء هذا الإقليم العزيز.

وفي اليوم الختامي، تم تنظيم جلسة شهدت تبادل الهدايا التذكارية، وتأكيد العزم على مواصلة هذا المسار المشترك، كما تم تنظيم وجبة عشاء بدار الضيافة “زيان”، عكست عمق الود بين المجلسين.

وتجدر الإشارة إلى أن كلمة السيد رئيس المجلس الإقليمي لتطوان خلال الجلسة الرسمية، تضمنت إشادة خاصة بتاريخ إقليم خنيفرة ونضاله الوطني، كما عبّر عن اعتزازه بمكانة السيد عامل إقليم خنيفرة، الذي كانت له بصمات طيبة حين تقلد مسؤوليات سابقة بتطوان.

وتُعد هذه الزيارة خطوة أولى على درب تعاون مؤسساتي واعد بين المجلسين، يرتكز على العمل المشترك، تبادل الخبرات، واستثمار المؤهلات الترابية في سبيل تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة، خدمةً لمواطني الإقليمين تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

زر الذهاب إلى الأعلى